فصل: ثم دخلت سنة ثلاثين

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: المنتظم في تاريخ الملوك والأمم **


الجزء الخامس

 ثم دخلت سنة تسع وعشرين

فمن الحوادث فيها‏:‏

 عزل أبي موسى عن البصرة

أن عثمان رضي الله عنه عزل أبا موسى عن البصرة وولى عبد الله بن عامر بن كرز وهو يومئذ ابن خمس وعشرين سنة‏.‏

أخبرنا محمد بن الحسين وإسماعيل بن أحمد قالا‏:‏ أخبرنا ابن النقور أخبرنا المخلص أخبرنا أحمد بن عبد الله أخبرنا السري بن يحيى أخبرنا شعيب حدثنا سيف عن محمد وطلحة قالا‏:‏ لما ولي عثمان بن عفان أقر أبا موسى على البصرة ثلاث سنين وعزله في الرابعة وأمر على خراسان عمير بن عثمان بن سعد وعلى سجستان عبد الله بن عمير الليثي فأثخن فيها إلى كابل وأثخن عمير في خراسان حتى بلغ فرغانة فلم يدع دونها كورة إلا أصلحها وبعث إلى مكران عبيد الله بن معمر التيمي فأثخن فيها حتى بلغ النهر‏.‏

وبعث إلى كرمان عبد الرحمن بن غُبَيس وبعث إلى فارس والأهواز نفرًا وضم سواد البصرة إلى الحصين بن أبي الحرّ ثم عزل عبد الله بن عمير واستعمل عبد الله بن عامر فأقره عليها سنة ثم عزله و استعمل عاصم بن عمرو وعزل عبد الرحمن بن غبيس وأعاد عدي بن سهيل بن عدي‏.‏

فلما كان في السنة الثالثة كفر أهل إيذج والأكراد فنادى أبو موسى في الناس وحضهم وندبهم وذكر من فضل الجهاد في الرجلة حتى حمل رجال على دوابهم وأجمعوا على أن يخرجوا رُجالًا‏.‏

وقال آخرون‏:‏ لا والله لا نعجل بشيء حتى ننظر ما صنيعه فإن أشبه قوله فعله فعلنا كما فعل أصحابنا‏.‏

فلما كان يوم خرج أخرج ثَقَلة من قصره على أربعين بغلًا فتعلقوا بعنانه وقالوا‏:‏ احملنا على بعض هذه الفضول وارغب من الرجلة فيما رغبتنا فيه فقنع القوم حتى تركوا دابته ومضوا فأتوا عثمان بن عفان فاستعفوه منه وقالوا‏:‏ ‏"‏ ما كل ما نعلم نحب أن نقوله ‏"‏ فأبدلنا به فقال‏:‏ من تحبون‏.‏

فقال غيلان بن خرشة‏:‏ في كل أحد عوض من هذا العبد الذي قد أكل أرضنا وأحيا أمر الجاهلية فينا فلا ننفك من أشعري كان يعظم ملكه عن الأشعريين ويستصغر ملك البصرة وإذا أمرت علينا صغيرًا كان فيه عوض منه أو مهترًا كان فيه عوض منه ومن بين ذلك من جميع الناس خير منه‏.‏

فدعا عبد الله بن عامر فأمره على البصرة وصرف عبيد الله بن معمر إلى فارس واستعمل على عمله عمير بن عثمان بن سعد فجاشت فارس وانتقضت بعبيد الله فاجتمعوا له بإصطخر فالتقوا على باب إصطخر فقتل عبيد الله وهزم جنده وبلغ الخبرعبد الله بن عامر فاستنفر أهل البصرة وخرج معه بالناس وعلى مقدمته عثمان بن أبي العاص فالتقى هو وهم بإصطخر فقتل منهم مقتلة لم يزالوا منها في ذل وكتب بذلك إلى عثمان رضي الله عنه‏.‏

وفي هذه السنة

 رجم عثمان امرأة من جهينة

دخلت على زوجها فولدت له في ستة أشهر فدخل عليه علي فقال‏:‏ إن الله يقول‏:‏ ‏{‏وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثونَ شَهْرًا‏}‏‏.‏

فأرسل في أثرها فإذا قد رجمت‏.‏

قاله محمد بن حبيب‏.‏

وفي هذه السنة

 ضاق مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم

على الناس فوسعه عثمان بن عفان رضي الله عنه

وابتدأ في بنائه في شهر ربيع الأول وكانت القصة تحمل إلى عثمان من بطن نخل وبناه بالحجارة المنقوشة وجعل عمده من حجارة فيها رصاص وسقفه ساجًا وجعل طوله ستين ومائة ذراع وعرضه خمسين ومائة ذراع وجعل أبوابه على ما كانت على عهد عمر رضي الله عنه ستة أبواب‏.‏

ورأيت لأبي الوفا بن عقيل فيِ ذكر مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم كلامًا حسنًا قال في قوله‏:‏ ‏"‏ صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة في غيره إلا المسجد الحرام ‏"‏ قال‏:‏ هذا يتعلق بمسجد الرسول الذي في زمانه لا بما زيد فيه بعده‏.‏

وفي هذه السنة حج عثمان بالناس وضرب بمنى فسطاطًا وأتم الصلاة بها وبعرفة قال‏:‏ إني إتخذت بمكة أهلًا فصرت من أهلها‏.‏

 ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

سلمان بن ربيعة الباهلي

شهد يوم القادسية وحدث عن عمر رضي الله عنه وولاه قضاء المدائن وهو أول من ولي قضاء الكوفة ثم عزله عمر فخرج غازيًا للترك ثم انصرف فاستشهد بالجر من بلاد أرمينية في أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي أخبرنا محمد بن جعفر التميمي حدثنا أبو القاسم بن المهدي حدثنا أبو جعفر محمد بن زيد حدَّثنا إبراهيم بن محمد الثقفي حدثنا أبو إسماعيل حفص بن عمر البصري حدَّثنا صالح بن مسلم عن أبي وائل قال‏:‏ رأيت سلمان بن ربيعة جالسًا بالمدائن على قضائها واستقضاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه أربعين يومًا فما رأيت بين يديه رجلين يختصمان فقلنا لأبي وائل‏:‏ فمم ذاك قال‏:‏ من انتصاف الناس منهم‏.‏

 ثم دخلت سنة ثلاثين

فمن الحوادث فيها‏:‏

 أن قومًا شهدوا على الوليد بن عقبة أنه شرب الخمر

فعزله عثمان رضي الله عنه وولى سعيد بن العاص بن أبي أحيحة‏.‏

وفي هذه السنة

 غزا سعيد بن العاص طبرستان

وذلك أنه خرج من الكوفة يريد خراسان ومعه حذيفة بن اليمان وناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه الحسن والحسين وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعمرو بن العاص وعبد الله بن الزبير‏.‏

وخرج عبد الله بن عامر من البصرة يريد خراسان ففعل كل واحد منهما فعلًا حسنًا في البلاد من قتل وصلح‏.‏

وفي هذه السنة

 سقط خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم من يد عثمان

في بئر أريس وهي بئر على ميلين من المدينة جلس عليها عثمان فجعل يعبث بالخاتم فوقع في البئر وكانت من أقل الآبار ماءً فنزحت ولم يوجد‏.‏

وفي هذه السنة

 زاد عثمان النداء الثالث على الزهراء

وهي دار له بناها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما فلما كان في خلافته وكثر الناس أمر عثمان رضي اللّه عنه يوم الجمعة بالآذان الثالث فأذن به على الزوراء فثبت الأمر على ذلك‏.‏

فإن قيل‏:‏ كيف صار ثلاثًا قلنا‏:‏ بالإقامة‏.‏

إلى خراسان في قول بعض الرواة قال‏:‏ وذلك أن ابن عامر خرج إلى فارس فهرب يزدجرد فوجه ابن عامر في أثره من تبعه إلى كرمان فهرب إلى خراسان‏.‏

وفي هذه السنة حج بالناس عثمان رضي الله عنه‏.‏